والرئيس في بلدية تطوان اليوم، الذي يستحضر التدين والمعاملة القدوة مع الناس، من واجبه أن يبدأ من نفسه، إن هو جعل نصب أعينه حكمة "ومن الحزم سوء الظن". فالنفس لا تصبح "نفسا مطمئنة" بمجرد أن يعتبر المسؤول نفسه وصيا على التدين والقدوة الحسنة. فيستكبر ويتجبر ويصبه العمى عن النصيحة لمن لا مصلحة لهم في مزاحمته على التفويضات وعلى المصالح وعلى الناخبين المساكين.
فمع الوقت، ومن موقع السلطة، تصبح الأفعال وردود الأفعال كلها ظلا للخوف من الخصوم السياسيين. وبالتالي، يصبح كل فاعل في السلط المضادة، عدوا مفترضا، مسبقا، للرئيس.
غير أن زمرة الفاسدين من حوله، وهم يستعدون للانقضاض على المنافع في مستنقعات المحسوبية والزبونية والشطط في استعمال التفويض والموقع والمنصب، "ينصحونه" بتوسيع جبهة "الأعداء" كما لو كانوا يجمعون له الحطب اليابس لتحترق بلدية تطوان في ظل رئاسته هذه المرة.
خضوعه لهذه المكيدة تضعه تحت سيطرة هذا الإحساس بالترصد لما يروج في البلدية. علما أن شفافية المعلومة حتى لو كانت بصدد الخطأ أقل ضرارا من الإشاعة. هذا الخوف المرضي من الشفافية عند المسؤول المنتخب السياسي، يدفعه دفعا إلى أن تكون نفسه نفسا "أمارة بالسوء".
ولكي، يستل الرئيس إذعمار نفسه من هذه البداية المتعترة، بسبب القرار/الحفرة تجاه المتابعة الصحافية لأشغال البلدية، من مصلحته التوقف عند لحظة "النفس اللوامة". وهي العبارة القرآنية التي تفيد النقد الذاتي ومراجعة القرارات الخاطئة. وإذا كان جازما في قناعته أن تجربته السابقة كانت صائبة، فليسائل نفسه ما إذا كان قد بدأ ساعتها عمله البلدي بقرار/ حفرة مثل الذي سنه اليوم، خوفا من الصحافة، وطمعا في تمتين العلائق مع حلفائه المغرضين، مبدلي القيم وخارقي الالتزامات والمنقلبين على الناخبين وعلى كل من علموهم الخير والشر معا. هدفهم واحد وحيد الوجاهة والمصلحة الشخصية والنفوذ الإداري والإثراء السريع.
فالقرار ليس فقط خاطئا. بل ملغوم ستنفجر في الرئيس أولى شراراته الحارقة. والدليل هو ضحك حلفائه، قبل معارضيه، على ذقنه في غيابه. فالنميمة ضده توحد اليوم حلفاءه ومعارضيه بسبب هذا القرار/ الحفرة.
أخبار الشمال -- ادريس
from جريدة اخبار الشمال : الأخبار http://ift.tt/1OxdLQb
via IFTTT