وينطوي تخليد ذكرى ميلاد ولي العهد على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة فهو تعبير عن الاستمرارية التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة التي حافظ ملوكها طيلة أزيد من ثلاثة قرون على القيم والمبادئ التي تأسست من أجلها ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته المجسدة في شعار المملكة "الله الوطن الملك".
ولذلك فإن الاحتفال بهذه الذكرى يجسد أروع صورة لتمسك الأمة بمختلف مكوناتها بمبدأ الوفاء للعرش العلوي المجيد والحرص على استمراريته من خلال نظام التوارث والبيعة الشرعية لملك البلاد أمير المؤمنين حامي حمى الوطن والدين.
والواقع أن الاحتفال بهذه الذكرى السعيدة ما هو إلا تأكيد على ما لمؤسسة ولاية العهد من أهمية جليلة داخل أركان الدولة ونظام الحكم ذلك أن ولاية العهد تعد من النظم الإسلامية العريقة حيث تتلخص مقاصدها الشرعية في التأكيد على ضمانة استمرار الدولة في شخص الملك واستمرار مقومات الدين في شخص أمير المؤمنين. كما تتمثل الأهمية الكبيرة التي تحظى بها مؤسسة ولاية العهد من خلال الحرص الموصول على تنشئة سموه في ظل أحسن الظروف ووفق برامج مخصصة للتربية والتكوين.
كما أن مشاركة الشعب المغربي الأسرة الملكية احتفالها بهذا الحدث السعيد ما هو إلا عربون على علاقات التلاحم والترابط التي ظلت على الدوام تربط العرش بالشعب وتأكيد على تعلق هذا الأخير بقائد الأمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ضامن وحدة البلاد وتماسكها واستقرارها وتطورها ونموها. وذلك بفضل الجهود التي ما فتئ جلالته يبذلها من خلال الأوراش الكبرى المفتوحة على جميع الأصعدة لبناء مغرب الغد على أساس المشروع الملكي الديمقراطي الحداثي.
وهكذا فقد أضحت ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن مناسبة سعيدة تحتفل بها كافة مكونات الشعب المغربي وتعبر من خلالها عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها وتجدد بالمناسبة آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله..
from جريدة إلكترونية أخبار الشمال مغربية : الأخبار http://ift.tt/1QNNKt2
via IFTTT