أحمد القصيري .. يتحدى الشيخوخة ببيع النعناع ويحلم بالحج والعمرة

يستقبل الشيخ "أحمد القصيري" يومه الجديد، بالخروج من منزله ليجوب بعربته أزقة وشوارع منطقة "بني مكادة" في مدينة طنجة، مواصلا بذلك رحلته الطويلة في امتهان بيع "النعناع"، الذي شكل مصدر قوت يومه منذ سنوات شبابه.

 

فبالرغم من تقدمه في السن وتدهور حالته الصحية، يصر الشيخ "أحمد القصيري" أو "عمي احمد"، كما بات معروفا في أوساط سكان مدينة طنجة، على مواصلة امتهانه للبيع الجائل، إذ ليس بالغريب أن تصادفه وهو يجر عربته المحملة برزم النعناع، باستماتة بقدر ما تثير الإعجاب، فإنها تجعل الكثير من ذوي القوة والفتوة يحسون بالخجل.

 

ويبرر "عمي احمد"، الذي يلقبه الكثيرون بـ"النعناعي"، إصراره على تحدي شيخوخته ومرضه، والخروج بشكل يومي إلى الشارع لبيع بضاعته من النعناع، بـ"عزة النفس" التي تجعله يرفض مهما كانت الظروف، أن يمد يده متسولا الناس أعطوه أو منعوه.

 

ويقول "عمي احمد" في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن رحلته مع امتهان بيع النعناع بدأت منذ حلوله بمدينة طنجة، في أوساط ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان يعرض بضاعته في كل من سوق "كسابراطا" و"بني مكادة".

 

وبالرغم من السنوات الطويلة التي أمضاها "عمي احمد"، في بيع النعناع بأسواق طنجة، فإنه لم يحظى بحقه في الاستفادة من حيازة محل تجاري، شأنه شأن الكثير من الباعة الجائلين الوافدين حديثا على المهنة، إلا أنه يؤكد أن هذا الحيف والظلم الذي تعرض له، لم يثبط من عزيمته والاستمرار في مواجهة تحديات الحياة. ويقول بصوت واهن في حديثه للجريدة "حقي عند الله".

 

وعن أمنيته في هذه الحياة، لا يخفي "عمي احمد"، أنه يأمل أن "يسخر الله محسنا يتولى مساعدته لأداء شعيرة الحج أو العمرة قبل أن يدركه الأجل"، حسب ما عبر عنه بلهجة متقطعة، استطردها بعبارة "الرجاء في الله سبحانه وتعالى".




from جريدة إلكترونية أخبار الشمال مغربية : الأخبار http://ift.tt/2lZKUwR
via IFTTT

مقالات ذات صلة

Previous
Next Post »