رحمة كانت سعيدة وفخورة باسد حرب الرمال ابنها محمد ولم تكن تعرف ما يحمله له ولها المستقبل من مآسي.
أصيب الجندي محمد بمرض عقلي ابعده عن الخدمة العسكرية وتلقت عائلته بضع مئات دراهم كتعويض دون أن يبقى له معاش ولو بسيط يساعد أمه على رعايته . فأصبح محمد مجرد مجنون يتجول في شوارع وازقة مرتيل يردد كلمات غير مفهومة مبتسما مع كل من صادفت عينيه،فقد ذاكرته ولم يعد يتعرف إلا على أمه. كان كالطفل الصغير، يصرخ ليلا مرتعبا وهو يردد كل ليلة _يما!يما! فاين نتنا بقا معايا!
هكذا وبنبرة مليئة بالألم والحسرة والمرارة وصفت الخالة رحمة حالة ابنها متسائلة عن سبب هذا الخوف والرعب الدائم داخله.
كان محمد قرة عين أمه واحد أعز أبنائها، يتلقى رعاية خاصة منها رغم تقدمها الكبير في السن وضعف جسدها. تجدها دائما تبحث عنه وتسأل كل من يعرفه عن مكان تواجده.
مرت السنوات على محمد وامه، فتاقلمت الأم مع الوضع المؤلم لابنها وصنفت مصيره ضمن شرور القدر، دون أن تعرف أن الزمن مازال يحمل لها ولابنها ما هو أشد الما وشرا.
في ليلة حارة من صيف 2014جلست الخالة رحمة وعينها على الباب تنتظر عودة محمد. مرت ساعات دون عودته، وبينما كانت منشغلة بارتداء منديلها سمعت طرقات معهودة، فعلمت أن الأمر يتعلق بأحد أبنائها.
فتحت الباب فإذا بابنها يتفوه مرعوبا (لقد أخذوا أخي محمد)
تعرض محمد تدى للاعتقال في ذلك اليوم من قبل دورية أمنية بالمدينة كانت تقوم بتنقية شوارع مرتيل من المختلين العقليين بمناسبة التواجد الملكي بالمدينة ، ليختفي عن الأنظار وعن عائلته لسنوات.
طرقت المسنة رحمة وابناؤها كل الأبواب من مفوضية الأمن إلى البحث في المداشر والمدن المجاورة فاللجوء إلى برنامج مختفون دون جدوى. لتتقدم عبر صفحتنا أحرار مرتيل وتروي قصتها المفطرة للقلوب، وتناشد عبرها كل من يستطيع مساعدتها على استعادة ابنها قبل أن ينال الموت منها
انها أمنية أم انهك الدهر جسدها وحطم فراق ابنها قلبها.
رحمة لا تريد الدخول في تفاصيل اختفاء ابنها ولا تريد الخوض في تحميل المسؤوليات لمن سببوا لها ولابنها في هذا العذاب المستمر، كل ما تريد هو استعادة ابنها ووضعه بين دراعيها ولو للحظات قبل موتها.
لذلك فإن رحمة تناشد السيد العميد بمرتيل رضوان الكوش ووالي أمن تطوان السيد الوليدي بمساعدتها واستدراك الخطأ الجسيم المرتكب في حق ابنها المريض وحقها بارسال مذكرات بحث على المستوى الجهوي لإيجاد المختفي قسراً محمد تدى. كما تناشد جمعيات المجتمع المدني وكل من يستطيع تقديم العون بمساعدتها.
from جريدة إلكترونية أخبار الشمال مغربية : الأخبار http://ift.tt/1nX9RGu
via IFTTT