سيّدة بيضاوية تتهم دار رعاية بطردها .. والمركز يبسط موقفه

انحصرت آمال هنية عبادي في الحصول على فرصة عيش كريم، بعدما خانتها حالتها الصحية، عقب إصابتها بمرضي السل وهشاشة العظام دفعة واحدة، لتكتفي بأمنية واحدة فقط لا تتعدى رغبتها في أن تحظى بالرعاية الصحية اللازمة التي تمكنها من العلاج من المرض الذي ينهش جسمها النحيل منذ سنتين تقريبا.

وتعود هنية بشريط أحداث مغادرتها مؤسسة المركب الاجتماعي الجهوي "دار الخير تيط مليل"، متحدثة إلى هسبريس بكثير من الأسى والحسرة، بعدما وجدت نفسها ملقى بها أمام مستشفى 20 غشت من طرف مسؤولي المركب، إلى يوم عيد الاستقلال، إذ وجدت نفسها شخصا غير مرغوب فيه" وفق روايتها.

معاناة مع المرض

تلخص هنية، الملقبة بـ(العبازية)، قصتها في محاولاتها العديدة تحقيق حلمها الوحيد في الحياة، والمتمثل في الحصول على العلاج من أمراضها المزمنة، وقالت للجريدة "اضطررت إلى التقدم بطلب الحصول على سرير في إحدى دور الرعاية المنتشرة في الدار البيضاء".

وتابعت "العبازية" قائلة "خارت قواي ولم يعد بمقدوري القيام بأدنى جهد بدني، حتى ذلك المرتبط بنظافتي الجسدية، ولم يعد باستطاعتي فرض نفسي على جيراني الذين تحملوني أزيد من سنة ونصف، وساعدوني في الحصول على العلاج من مرض السل وهشاشة العظام"، تقول هنية.

وتروي هذه السيدة، التي تعتز بتمكنها من مقاومة صعوبات الحياة لأزيد من 26 سنة، نجحت خلالها في كراء غرفة بالقرب من شارع 11 يناير وسط الحي الأوربي في العاصمة الاقتصادية، حكايتها قائلة: "في محاولة مني للعيش بكرامتي، رغم الفقر، حرصت أن اشتغل في بيع الأوراق الصحية وأعمال النظافة".

وتضيف هنية، التي لم تؤد أجر كراء غرفتها منذ أزيد من 18 شهرا: "وضعت ملفي لدى السلطات المعنية التي ساعدتني في إيجاد سرير في مركز تيط مليل، وفي 18 نونبر الجاري أوصلوني إلى المركز، وأودعوني في غرفة مخصصة لأعمال غسل الملابس والأفرشة، وهناك قضيت ليلة لم ينسل خلالها النوم إلى عيني، بسبب البرد القارس".

وأكملت المتحدثة بالقول "في الصباح، وجدت نفسي في سيارة المركز التي أوصلتني إلى باب مستشفى 20 غشت، وهناك منحني السائق 20 درهما كي أستقل سيارة أجرة، كي أصل إلى العمارة التي أقطن بها، رغم علم المسؤولين بأنه ليس بمقدوري التحرك بشكل طبيعي".

رواية المسؤولين

هذه الرواية يقول عنها صردي مصطفى، مدير المركب الاجتماعي الجهوي دار الخير تيط مليل، إنها مجانبة للحقيقة في جزء منها، إذ صرح لهسبريس بأن المركب الذي يشرف على إدارته لم يطرد هنية كما تدعي، بل إن كل ما في الأمر هو أن أحد معارفها طلب عودتها إلى الغرفة التي كانت تقطن بها.

واستطرد مدير المركب الاجتماعي قائلا: "لقد تبين أن هذه السيدة التي لم نطردها من المركز مصابة بمرض السل المتقدم، إلى جانب مرض فقدان المناعة المكتسبة، وهي أمراض تفرض علينا قانونيا نقل مثل هؤلاء النزلاء إلى المستشفى قصد تلقي العلاج" بحسب تعبيره.

وأضاف المتحدث أن "هنية حلت بالمركب يوم 10 نونبر الجاري، وفي اليوم الموالي تلقينا اتصالين هاتفيين من جارتيها، طلبتا منا إعادتها إلى بيتها"؛ هذه المعطيات أكدتها حنان سقال، المساعدة الاجتماعية بالمركب، والتي أوضحت لهسبريس أنها نقلتها يوم 19 نونبر إلى شارع 11 يناير بالقرب من بيتها، وهناك طلبت هنية تركها تذهب لوحدها إلى بيتها.

رواية يصر كل من الشاب الهاني الحراق، والجارة ربيعة أمرير، على تفنيدها، حيث يؤكدان أن "هنية تم طردها من المركز دون التفكير في مصيرها؛ وهو ما دفعنا إلى إعادتها إلى الشقة"، فيما أفادت ربيعة، وهي أم لأربعة أبناء، بأنه "ليس بمقدورها تحمل نفقات هنية، فدخلنا بالكاد يكفي أسرتنا".

حل هذه المشكلة يقول عنه الناشط الجمعوي الهاني الحراق، الذي لا يتجاوز عمره 21 سنة، إنه يتمثل في ضرورة حصول هنية على الرعاية الصحية اللازمة، وبشكل مستعجل، لإنقاذها من براثن مرض لا يرحم" على حد تعبيره




from جريدة إلكترونية أخبار الشمال مغربية : الأخبار http://ift.tt/1TdfhI8
via IFTTT

مقالات ذات صلة

Previous
Next Post »