هل يَكفِي إعْدام "الأولتراس" في المغرب للحَدّ من شغب الملاعب؟

في ليلة أعدت للاحتفال وجهزت فيها كافة أساليب التشجيع لجعل اللحظة تاريخية، للجمهور واللاعبين ومكونات النادي بصفة عامة، إنها ليلة الاحتفال بالذكرى 67 لتأسيس نادي الرجاء، أحد أقوى الأندية المغربية. فرحة يوم التأسيس لم تكتمل والاحتفالات أجهضت، والسبب فوضى عارمة داخل الملعب وخارجه، شغب، دماء، عشرات الجرحى وضحيتان فارقتا الحياة.

اليوم المميز للرجاء دخل التاريخ فعلا لكن من أضيق الأبواب، مدونا لبداية عهد يحارب فيه فكر "الأولتراس" وتصادر فيه كل مظاهر "الحركية". فصيلا "غرين بويز" و"الإيلغلز" وقعا في المحظور وقبلهما فصائل كثيرة مشجعة لأندية وطنية، لكنها في مرات كثيرة أخرى لم تخطئ، بل أبدعت وقطفت ثمار الشكر والإعجاب محليا ودوليا.

أحداث "السبت الأسود" أو "مجزرة دونور" كما سميت، لم تكن النقطة السوداء الوحيدة في الموسم أو السنوات الأخيرة، بل سبقتها عديد الأحداث المشابهة والمتفرقة كان بطلها "الشغب"، وشخصياتها موزعة على أفراد منتشرين بكامل مدن المملكة، جمعهم حب النادي وفرقهم "التعصّب المفرط".

جهات المملكة طبقت أغلبها تباعا مذكرة لوزارة الداخلية بمنع أي أنشطة للأولتراس بالملاعب المغربية، حاكمة بذلك على "الحركية" التي عاشت أكثر من 11 سنة بالإعدام، في انتظار تفعيل قرارات زجرية أخرى، تضبط الانفلاتات، ويعاقب فيها باقي المسؤولين، سواء لسوء التنظيم أو لتقصير أمني.

الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو الجهات التي أوكلت إليها مهام تنظيم مجموعة من المباريات الكبرى بالمغرب، مثل التي جمعت الوداد البيضاوي والعين الإماراتي ضمن كأس "السوبر" إضافة لمباريات "الموندياليتو"، عرفت تنظيما مثاليا ومحكما، رغم الأعداد الهائلة من الجماهير التي حجت لمشاهدة هذه المباريات، وهو ما كان سينطبق على باقي مباريات الدوري حال تم الاهتمام أكثر بالجانب التنظيمي.

سياسة الكيل بمكيالين من قبل اللجان المنظمة للمباريات والتقصير الكبير لهذه الجهات وللسلطات الأمنية في أداء مهامها في مباريات الدوري عكس التظاهرات ذات الطابع الدولي يبقى عاملا أساسيا وفارضا لنفسه في قائمة مسببات الشغب، فلا بأس أن تتحمل كل جهة مسؤوليتها وتعترف بتقصيرها بدل إلقام اللوم في كل مرة على "الأولتراس".. "الموفمون" في المغرب يصادر، فلمن ستُلصَق المسؤولية مستقبلا؟




from جريدة إلكترونية أخبار الشمال مغربية : الأخبار http://ift.tt/1XEaJwm
via IFTTT

مقالات ذات صلة

Previous
Next Post »