"قبل عام، توفي مولود خديج لصديقة لنا داخل مشفى عمومي بالدار البيضاء، نظرا قلة الحاضنات الطبية وارتفاع كلفة المبيت لليلة الواحدة". هذه القصة الحزينة ألهمت نشطاء مغاربة من مختلف المجالات لتأسيس هيئة مدنية وطنية اختير لها اسم "نسمة حياة للأطفال خدج المغرب"، بهدف إنقاذ أرواح عشرات الأطفال الخدج من الموت.
فاطمة مازيل، رئيسة الهيئة بالرباط، قالت في تصريح لها لهسبريس: "إن عدد وفيات المواليد المغاربة الخدج في ارتفاع بالمغرب، وسط شح المعطيات الرسمية"، مشيرة إلى أن "هذا الارتفاع سببه عدم توفر المستشفيات العمومية والمراكز الاستشفائية الجامعية على حاضنات اصطناعية كافية، وارتفاع الكلفة المادية في حالة استعمالها".
وأوردت مازيل دواعي تأسيس هذه الهيأة الوطنية المهتمة بإنقاذ هذه الفئة من الأطفال والبحث عن دعامة مادية وصحية لعوائلهم، بالقول: "بدأت حين رزقت صديقة لنا العام الماضي بمولود خديج داخل مستشفى عمومي بالدار البيضاء بسبب ضعف حالتها المادية"، مضيفة أن "الأسرة وجدت في تلك الليلة العصيبة ثلاث حاضنات طبية ممتلئة، ما دفعها إلى الانتظار حتى تُفرغ إحدى الحاضنات".
وتابعت فاطمة قائلة: "إن ارتفاع تكلفة الليلة الواحدة للحاضنة الاصطناعية والأثمنة الباهظة للأدوية، صعَّب من معاناة الأسرة الفقيرة. وأمام صدمة الجميع، قامت إدارة المستشفى برفض قبول المولود الخديج لعدم تمكن الأسرة من أداء الفواتير الباهظة. وما هي إلا دقائق حتى توفي المولود أمام أعين والديه".
الباحثة الشابة في القانون الدستوري وحقوق الإنسان بجامعة محمد الخامس بالرباط كشفت أن مشوار تأسيس المبادرة المدنية المهتمة بالمواليد الخدج بالمغرب انطلق نتيجة بحث ميداني عرف شحا في المعطيات والإحصائيات الرسمية، بسبب "تعمد بعض المؤسسات إغلاق الأبواب في وجوهنا"، مستدركة: "لكننا استطعنا التوصل إلى معلومات تهم التكاليف العامة لليلة الواحدة داخل حاضنة طبية في مصحة خاصة وغيرها من المعطيات ذات الصلة".
المتحدثة أوضحت أن التحضير لتأسيس "نسمة حياة" استغرق عشرة أشهر،"كنا ثلاثة أشخاص متحمسين وعزمنا على أن نساهم في إنقاذ الأطفال الخدج، سواء بالدعم المادي والطبي للعوائل أو بالترافع"، مبرزة أن عددا من الحقوقيين والمحامين ونشطاء المجتمع المدني التأموا للمساهمة في المشروع "على المستوى القانوني، وحتى على مستوى جمع التبرعات"، فيما أوردت أن الطاقات المشكِّلة لمكتب الهيئة الجديدة تتوفر على كفاءات في مجالات الطب، والتمريض والصيدلة، والاقتصاد، وإدارة الأعمال، وحقوق الإنسان.
من جانبها رحبت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بالفكرة، بحسب ما كشفت عنه فاطمة مازيل التي لخصت أهداف هيأة "نسمة حياة للأطفال خدج المغرب" في "النهوض بوضعية الأطفال الخدج بالمغرب عبر التعريف بحالتهم وتقديم كافة أشكال الدعم لفائدة عائلاتهم، خاصة المعوزة منها، والترافع من أجل توفير الخدمات الضرورية لفائدتهم، بالإضافة إلى نشر ثقافة الحمل قبل الولادة".
from جريدة إلكترونية أخبار الشمال مغربية : الأخبار http://ift.tt/2aSX1H7
via IFTTT