يبدو أن النار التي تخبو تحت رماد العلاقات بين الرباط والقاهرة لا تكاد تنطفئ حتى تشتعل من جديد، نتيجة تصريحات مثيرة تنتهي في أغلب الأحوال بتعبيرات من قبيل "سوء الفهم"؛ إذ خرج رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، محمد فائق، بتصريح مثير داخل مجلس النواب المصري، هاجم من خلاله المملكة المغربيّة في قضية الصحراء.
وتناقلت صحف مصرية، من بينها "المصري اليوم" و"الوطن" الإلكترونيتان، تصريحا مثيرا لمحمد فائق، وهو يتحدث مؤخرا أمام أعضاء لجنة "الشؤون الإفريقية" بمجلس النواب المصري، قال فيه إن ملف نزاع الصحراء يمثل "خلافا قويا بين الجزائر والمغرب"، مضيفا أن المملكة "تتشبث بتبعية الصحراء لها".
ولم يتوقف المسؤول المصري عند هذا الحد، بل اعتبر، جملة وتفصيلا، أن المغرب "يقف عقبةً في طريق الاستفتاء على إقامة الدولة هناك"، في إشارة إلى "دولة البوليساريو"، ليتابع هجومه على المملكة باستحضار الجزائر قائلا إن "لديها نشاطا أوسع وأقوى من المغرب في القارة"، وفق ما نقلته الجريدتان المصريتان.
وفيما أورد رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهي هيئة تابعة لـ"مجلس الشورى" المصري تأسست عام 2003، أن الجزائر "تدعم قيام الجمهورية الصحراوية"، على حد تعبيره، أصرّ على أن المغرب يتلقى مجاملة من طرف الدول العربية التي قال إنها "ترفض الاعتراف بجمهورية الصحراء عدا الجزائر"، ليخلص إلى أن مصر مطالبة بـ"التعامل مع الطرفين داخل الاتحاد الإفريقي".
وكانت أبرز مظاهر التوتر الأخيرة بين المغرب ومصر ظهرت مع رأس السنة الميلادية من العام 2015؛ إذ بثّ التلفزيون المغربي الرسمي تقريرين وصف فيهما الرئيس السيسي بـ "قائد الانقلاب" في مصر، والرئيس الأسبق محمد مرسي بـ"الرئيس المنتخب". واعتبر عدد من المراقبين أن تقرب نظام السيسي، بشكل غير مفهوم، من "جبهة البوليساريو" الانفصالية كان من أبرز الأسباب التي دفعت الرباط إلى إعداد تلك المفاجأة، وسط غياب أي توضيح رسمي.
إلا أن المغرب عاد إلى تلطيف الأجواء مع القاهرة؛ إذ استقبل الملك محمد السادس، يوم 16 يناير 2015 بالقصر الملكي بفاس، سامح شكري، وزير الخارجية المصري، الذي نقل له دعوة من السيسي للقيام بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية، في وقت أعلنت فيه مصر التزامها بالوحدة الترابية للمغرب، مقابل تأكيد المملكة موقفها المساند لخارطة الطريق بمصر التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي إثر عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
from جريدة إلكترونية أخبار الشمال مغربية : الأخبار http://ift.tt/2lY6Cyd
via IFTTT
